بعد أن تمكن العشق من قلب قيس ودكت جيوش الحب قلبه الصغير المرهف:: ::

كان لا يذوق طعاما ولا يعرف غمضا ولا يهذي إلا باسم ليلى فشكى ابوه حاله لبعض

معارفه فأشاروا عليه أن يزوجه من إحدى فتيات العرب لعله ينسى ليلى لكن أباه رأى

ذلك بعيدا جدا فنصحه البعض ان يمضي به إلى مكة في موسم الحج لأنه على الأبواب

فرحب ابو قيس بتلك الفكرة وعرضها على ولده العاشق وهو يظن أنه سيرفضها ولكن

المفاجاة كانت أن قيسا قبل الفكرة وطلب من والده التجهز للحج ففرح ابوه بما قاله أيما

فرح وبشر أقاربه بردّ قيس ولما دنا الرحيل إلى مكة تجهز العاشق وأبوه مع القافلة

المتجهة للديار المقدسة ولما ابتعد الجمع عن ديارهم وأصبحوا في الطريق بين مكة ونجد

أشار البعض على أمير القافلة أن يستريحوا ليلتهم في هذا المكان المعشب والمنعش

فاتخذ كل واحد مكانا لراحته بعيدا عن المجموعة واتخذ قيس وأبوه مكانا غير بعيد عن الجميع

بحيث يراهم الناس ويرون الناس وبينما الجميع منشغل بحاله أذ هبّت من نجد نسائم تنعش الروح

وترطب جفاف القلوب وبينما الليل مرخي سدوله والكل قد

فرح بتلك النسائم إذ صاح قيس صيحة فهرع الجميع إليه ظنا منهم انه قد لدغ أو أصابه

مكروه فلم يروا حوله ما يريب ووجدوا أباه يرش على رأسه ووجه الماء وهو يقول ماذا

افعل بهذا الواله الوامق والصب العاشق ؟؟!!

فحوقل الجميع وسكتوا فقال قيس بصوت مسموع

إني لأجد ريح ليلى بهذه النسائم المسافرة إلي بريّاها

وأغمي عليه ولما صحا وجد أباه عند رأسه يطلب منه التجهز للرحيل فأكمل الجميع

الرحلة إلى مكة وبعد أن وصلوها أدوا المناسك ثم أقاموا بمنى في ليالي التشريق

فكان قيس لا يبرح مكانه مطرقا ساهما يفكر وفي هدوء الليل والناس نيام والصوت يسمع

ولو كان همسا صاح رجل من بين الخيام على امرأة يطلب منها أن تعجل بحاجة ما ولمل لم

تجبه صاح ثانية أين انت يا ليلى وهنا حصلت الطامة .....فما كاد الرجل ينهي حديثه

أو كلمته تلك حتى صرخ قيس صرخة ظن الجميع أن روحه خرجت معها وأغمي عليه

ولما صحا وجد جمعا من الناس فوق رأسه يهدؤون من روع أبيه عليه فقال له ابوه

مالك يابني لقد خلعت قلبي قل لي مالك فبكى قيس بكاء شديدا يبدد الروح وقال



وداعٍ دعا إذ نحن بالخيف من منى

فقطع أعلاق الفؤاد وما يدري

دعا باسم ليلى غيرها فــكــأنـــما

أطار بليلى طائرا كان في صدري