يعد البحث العلمي ركيزة أساسية من ركائز المعرفة الإنسانية في كافة ميادين الحياة وأحد مقاييس الرقي والحضارة في العالم فمن خلال البحث العلمي يستطيع الإنسان اكتشاف المجهول وتسخيره لصالح المجتمع بما يحقق التنمية والازدهار في كافة مجالات الحياة ، ويرجع للبحث العلمي الفضل في التمكن من امتلاك التكنولوجيا باعتبارها الأداة الفعالة لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة من أجل تحقيق التنمية.
ويعتبر العلم وتطبيقاته ، والبحث العلمي ونتائجه من أهم المظاهر المميزة للقرن الحادي والعشرين ، فالدول لم تعد تتفاخر إلا بثروتها المعرفية والتقنية ، أي بما لديها من علماء وباحثين ومهندسين وتقنيين وأدباء مفكرين ، ومختبرات ومكتبات ومؤسسات بحثية ، لأنها أدركت أن مصيرها في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية مرتبط أساسا بعطاء هؤلاء العلماء والمفكرين وأن وتيرة تبني المعارف الجديدة ، وتعميمها هي التي تشكل الآن المعيار الصحيح للتمييز بين التقدم والتخلف ، وبمعنى آخر فإن ما يعرف بالفجوة التقنية ( أي التكنولوجيا ) بين الدول المتقدمة والدول النامية ليس سوى مسألة فروق في مستوى البحث العلمي والتطور التي تبذل في هذا المجال.
فالبحث العلمي ليس وقفا على الباحثين والعلماء والطلبة ، فهو ضرورة لكل إنسان مهما كان عمله أو لأن مشكلات الحياة اليومية تتطلب تفكيراً ومنهجاً علمياً لحلها ولم يعد بالإمكان استخدام الطرائق غير العلمية واللجوء إلى المحاولة والخطأ في مواجهة هذه المشكلات.
إن البحث العلمي والتطور التقني يعتمدان على الإنسان ومستواه العلمي وقوة إدراكه وتحمله وقابليته على تفهم التكنولوجيا ونقلها ، ولم يزل العالم العربي يعيش عالة على تقنية مخترعات الدول المقدمة ولم يتمكن حتى الوقت الحاضر من نقل التكنولوجيا المتقدمة وسبل تطويرها.
ومن هنا فإنه يعتقد أن وضع نظام حوافز لتشجيع المعلمين والطلبة والأخذ بعين الاعتبار تقدير جهودهم في هذا المجال من الأهمية بمكان كذلك أصبح أنه من الضروري وضع الخطط اللازمة لتأهيل المعلمين وينظر إلى إدخال إصلاحات جذرية لإزالة بعض السلبيات في طرق التدريس في المدارس والجامعات وذلك بالتركيز على إكساب الطالب المعرفة والمهارات وأساليب البحث العلمي والابتعاد عن التلقين .
وقد أدركت وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية أهمية البحث العلمي، وعقدت المؤتمرات التي شارك فيها الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وخصصت لذلك الجوائز للطالب المشارك وعضو هيئة التدريس، وأخيرا دعت وزارة العليم العالي الطلبة وأعضاء هيئة التدريس للمشاركة في المؤتمر العلمي الرابع ،وقد سارعت جامعة نجران وكلية العلوم والآداب بشرورة خاصة بتلبية نداء المشاركة ،وشكلت اللجان المشرفة على الأبحاث والرسوم التشكيلي والخط العربي ...الخ.
وكوني عضو في اللجنة المشرفة على البحوث العلمي في كلية العلوم والآداب بشرورة /إناث فأنني أوجه نداء للطلبة وأعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم والآداب ذكور وإناث إعطاء الموضوع أهمية كبيرة والمشاركة في البحث العلمي وتحقيق الفوز ورفع اسم الجامعة عاليا والله ولي التوفيق .
الدكتورة بسمه ملص
استاذ مساعد/كلية العلوم والآداب بشرورة